صورة الرجل المغربي في برنامج المدام مسافرة/ علي مسعاد

Casatoday2010@gmail.com

الإستياء العام ، الذي عبره من خلاله ، المشاهد المغربي على البرمجة الجديدة ، التي أتحفتنا بها القناة الثانية ، ضمن دخولها التلفزي الجديد ، لم يأت من فراغ أو عدم ، أو النقد من أجل النقد ولكن ، من عدة أسباب ، لعل أبرزها هي الصورة" المنحطة " التي ظهرت بها الأسرة المغربية ، خلال الحلقات الأولى للبرنامج .
وهو تذمر عام ، إمتد من الشارع إلى المنتديات والمواقع الألكترونية إلى البيوت والمساجد ، لكنه لم يعرف طريقه إلى الصحافة الورقية ، لأسباب غير مجهولة .
فخطيب الجمعة ، بمسجد " الخليل " بحي القدس ، بسيدي البرنوصي ، خص خطبته لهذا اليوم ، حول البرنامج ، الذي برأيه يضرب في الصميم ، ثوابث الأسرة المغربية ، التي تقوم على التكامل وليس على الصراع بين الرجل والمرأة ، على دور الزوجة في بناء أسرة متينة وليس في تخريب البيوت ، ياسم الحضارة والتقدم .
فالرجل الذي يترك زوجته ، تسافر وحيدة ، دون محرم و يرضى على نفسه أن يكون أضحوكة ، أمام المشاهدين من أجل الفوز و التظاهر بالتقدمية و الحداثة ، فهو لا ينتمي لصنف الرجال ، الذين يعول عليهم في الدفاع عن العرض والشرف والأرض ، وناقص للرجولة وهي منه براء .
لم يكن ليخص الخطيب موضوع خطبته ، عن دور الأسرة لولا الإحساس بالمسؤولية أمام زحف التخريب و الهدم ، الذي يهدد الأسرة المغربية ، في عقر دارها ، عبر برامج تهدف إلى الربح والسخرية ، من كل القيم والثوابت الإسلامية .
لأن الصورة التي ظهر بها " الرجال " تجاوزا ، خلال هذا البرنامج ، لا تعكس في الحقيقة ، الواقع كما هو ، لأن هناك صنف من الرجال لا يرضى على نفسه أن يكون موضوع سخرية من الآخرين أو أضحوكة بين الرجال ، أما القلة القليلة التي ترضى على نفسها ، أن تجلس في البيت عوض النساء ، فهم غيض من فيض .
فالمرأة الحرة ، لا ترضى على نفسها أن تكون في كنف شبه رجل ، لا غيرة له و بلا أنفة ، لأنها تريد رجلا حقيقيا ،يخاف عنها وعليها ، يدافع عنها وعن شرفه و محيطه ، مهما كلفه ذلك من ثمن ، لأنه دوره الذي خلق من أجله أن يكون مسؤولا عن رعيته ، المسؤولية التي سوف يحاسب عليها ، أمام الله .
أما نقاد التلفزيون ، الذين فضلوا " الصمت " و التواطؤ على مايجري ، من حرب ضورس ، من ضرب الشهامة والرجولة ، والتي لم تبدأ ببرنامج " المدام مسافرة " بل بالمسلسلات و الأفلام المدبلجة ، التي لا علاقة لها بالقيم الإسلامية و ثوابت الدين الإسلامي بقدر ما تسعى إلى خلف وعي سطحي تافه لا هم له إلا المظاهر و حب البروز ضد الثقافة الجادة والرصينة .
قد يقول قائل ، بأن الرافضين لصورة "الرجل " في برنامج " المدام مسافرة "، رجعية و تخلف و عدم مواكبة لتطلعات العصر ، وهو قول مردود على قائليه ، لأنه ما معنى أن تكون تقدميا و حداثيا ، بلا رجولة ؟ا وأي معنى " للحداثة " و " للحضارة " إن لم يحمل مشعلها الرجال الأحرار ؟ا وهل هناك تعارض بين أن تكون رجلا حقيقا و أن تكون تنويريا و تقدميا ؟ا
لأن المتأمل ، في ما يحدث في الشارع ، من إنتشار للدعارة و أبناء الشوارع و الأمهات العازبات وغيرها من الظواهر ، مبعثه تفكك الأسرة المغربية ، أولا وأخيرا ، فلو كان الرجل يقوم بدوره والزوجة بدورها ، لما إتشرت كل تلك الفضائح في الصفحات الأولى للجرائد ، الأكثر رصانة بله صحافة الرصيف و لما تفجرت كل تلك الظواهر ، بشكل لافت للنظر .
لأنه ، في الوقت الذي تراجع فيه الرجل ، عن القيام بدوره ، وترك للزوجة كل شيء ، حضرت الجريمة و القتل وزنا المحارم و عزوف الشباب عن الزواج و إنتشرت الدعارة السطحية منها و الإحترافية ووو ما لا يعد ولا يحصى من الظواهر الإجتماعية ، التي تدور في فلك واحد ووحيد ، هو غياب دور الرجل كرجل وليس كديكور لتأثيث المشهد الأسري ، وهذا للأسف ، ما ساهم بشكل كبير في وجود برامج ك" المدام مسافرة" وغيرها من البرامج التافهة و السطحية ، التي تتصدر القناة الثانية ، في موسمها التلفزي الجديد .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق