رحيل الفنان كريم أبو شقرا

المستقبل ـ يقظان التقي
غيّب الموت أمس الممثل الكوميدي كريم أبو شقرا عن عمر يناهز 68 عاماً اثر معاناة طويلة مع مرض السكري، المرض الكوسيدي الأسود الذي أدخله كوما طويلة.
كريم أبو شقرا شكّل ظاهرة فنّية في السبعينات في شخصية تغلب عليها الكوميديا الطريفة والعفوية فاقه في المسرح الشعبي الذي اشتغله على مسارح مختلفة وفي اماكن أخرى مختلفة.
وهو ينتمي الى مسرح القوالين، حيث يتناول السياسة من باب الكوميديا والنقد الذي يجرح ويسلي ولا يدمي، في اطار طيب جداً وقريب من القلب. كما أنه أدى أدواراً رئيسة في أفلام سينمائية عدة لاسيما فيلم "أيام اللولو" مع الشحرورة صباح، والذي حقق نجاحاً كبيراً، الى مسرحيته "نوسي نوسي"، وإلى أدواره على الشاشة الصغيرة التلفزيونية.
كريم أبو شقرا مواليد "كفرعميه" 1943، قضاء عاليه، بقي إلى أيامه الأخيرة محافظاً على ظرفه وفكاهته وبساطته وطبيعته الاولى، وقد تجاوز أزمات عدة على الرغم من الحرب الأهلية، وتجاوز أي مقاربة من هذا النوع. فقدم مسرحاً كوميدياً في مناطق عدة يهجو العنف والكراهية والقتل والتقسيم ويدعو الى المحبة وإلى الوحدة والطيبة والخير.
أهميته أنه لم ينجر الى مواقع حربية أو عنفية أو تحريضية. كان محباً للسلام والتواصل والالفة. كان فناناً مؤانساً بهذا الاطار وقريباً من الناس، سواء بقفشاته المسرحية أحياناً أو بلجوئه إلى الأساليب التي تعجب الناس عموماً. ولكنه لم يقع في الابتذال، أو حتى في التجارة. كان الفن جزءاً منه وهذا مهم جداً، وقد غامر بانتاجات فنية وبكتابات ولم يوفق وأعاد الأمر، وهذا دليل على شغفه بالسينما والمسرح الفودفيل والكوميدي. مع هذا كان دائماً ورغم كل شيء يحمل مدلولات سياسية واجتماعية وراء ضحكته التي كانت تحمل أحياناً دمعة أو جرحاً.
بغيابه ينكسر خيط كوميدي انتمى إليه مع شوشو ونبيه أبو الحسن ووسيم طبارة والياس أبو رزق (تلفزيونياً) وآخرين، وإن كان يقترب أكثر من مسرح الساعة العاشرة والقوالين والذي بقدر ما ترك أثراً في القاعة، ترك أثراً في القلب

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق