انقلاب في أدما... الوليد بن طلال يطيّر بيار الضاهر

«حلم الـlbc فوق الغيم ونسر كبير» يقول الإعلان الترويجي الذي أنتجته المحطة في الذكرى العاشرة لانطلاقها. اليوم بعد 16 عاماً على الكليب، يواجه هذا «الحلم» كابوساً يهدّد مستقبل القناة، بعد إقصاء الوليد بن طلال لبيار الضاهر عن «الفضائية اللبنانية» وشركة «باك»

ليال حداد - الأخبار

خابت آمال بيار الضاهر وهوت مشاريعه الإعلامية على صخرة الوليد بن طلال. يبدو أن القصة الجميلة لـlbc التي انطلقت في 23 آب (أغسطس) 1985، تقف اليوم أمام فصلها الأخير من دون أن تتّضح بعد معالم هذه النهاية. الأكيد حتى الساعة أنّ الشراكة «النموذجية» ــ كما تردّد في السنوات الخمس الأخيرة ــ بين رئيس مجلس إدارة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» والأمير السعودي، وصلت إلى خواتيمها... التعيسة، بعدما قرّر بن طلال إقصاء الضاهر عن lbc الفضائية، وشركة «باك» التي يملك 85 في المئة من أسهمها.

في العام 2008، عندما اشترى الميلياردير السعودي هذه الحصة الكبيرة، بدا أن هذه المغامرة، خطوة نحو توسّع lbc وزيادة رأسمالها للحفاظ على مكانتها بين الفضائيات العربية. يومها، قال الضاهر إنّ هذه الشراكة «ستقوّي قدراتنا المالية والتنافسية والإنتاجية». لكن بعد أقلّ من أربع سنوات، اتّضح أن الضحية الأولى لهذه الصفقة هو بيار الضاهر نفسه.
الرجل الذي صنع مجد lbc، وحوّلها من قناة حزبية إلى محطة «كل لبنان» (تقريباً) يقف اليوم عاجزاً أمام قرار بن طلال السيطرة على المؤسستَين اللتين تشكّلان جزءاً أساسياً من إمبراطورية «المؤسسة اللبنانية للإرسال». لكن خسارة «الشيخ بيارو» لا تقف عند حدود الشركتين، بل تتعداها إلى مبنى كفرياسين حيث تصوّر أغلب برامج المحطة مثل «ستار أكاديمي»، و«ديو المشاهير»، و«توب شيف»... وهو المبنى الذي تملكه «باك»، إلى جانب قسم كبير من المعدّات والآلات المستخدمة داخل مبنى lbc في أدما (شمالي بيروت)... والأسوأ أنّ أغلب الموظفين في كل المحطات التابعة لـlbc يتقاضون رواتبهم من هذه الشركة، وبالتالي فإنّ وظائفهم مهدّدة، وتنتظر القرار الذي سيتّخذه الأمير السعودي. ويرجّح مصدر مطّلع على الملفّ أن تتغيّر شروط العمل مع هؤلاء وفق أجر وتوصيف وظيفي جديدَين. هكذا، يبدو أن ارتدادات هذا «الزلزال» الإعلامي ستصل إلى القناة الأرضية التي لم تشفَ بعد من القرار الظنّي الذي صدر قبل أكثر من عام حول ملكية «القوات اللبنانية» للمحطة.

إذاً أجواء من الترقّب تسود استديوهات lbc في ظلّ تكتّم الإدارة حول الموضوع. وبينما يتحدّث البعض عن صدمة يعيشها بيار الضاهر حالياً، فإن المراقبين للعلاقة بين الطرفَين يؤكدون أنّ ما حصل كان متوقعاً خصوصاً في السنتَين الأخيرتَين أي بعد توسيع صلاحيات تركي شبانة (نائب رئيس قنوات «روتانا») في الفضائية. إذ وقع أكثر من صدام بين الرجلَين، حتى شعر بيار الضاهر بالتهميش مقارنةً بالسلطة التي كان يتمتّع بها. ويشير بعض الموظفين إلى مواجهات مباشرة شهدتها أروقة المحطة بين رنده الضاهر، وشبانة. وفي ظّل هذا التوتّر خرجت إلى العلن اتهامات عن «تبذير أموال طائلة في الفضائية» وجّهها الوليد إلى الضاهر، فيما تحدّث هذا الأخير عن إخلال الأمير السعودي بإلتزاماته تجاه المحطة الأرضية.

إلا أن أحد المقرّبين من الأمير السعودي يقول لـ«الأخبار» إنّ هذا الأخير ممتعض من التراجع الكبير الذي شهدته الفضائية في ظل إدارة الضاهر، وانخفاض نسبة مشاهديها بنحو «مخيف» بعدما كانت من أكثر المحطات مشاهدة في العالم العربي. كذلك، فإنّ الطريقة «العائلية» التي أدار فيها الضاهر القناة جعلت الأمير يعيد حساباته. وعكس كل ما أشيع عن نية بن طلال تصفية القناة الفضائية للتخفيف من أعبائها المادية، يبدو أن صاحب قنوات «روتانا» يسعى إلى إعادة الروح إلى أروقة المحطة، وتحويلها إلى قناة ترفيهية موجّهة إلى العالم العربي، لتكتمل بذلك باقة قنواته مع «روتانا خليجية» الموجّهة إلى الخليج، و«العرب» الإخبارية التي تنطلق نهاية العام الجاري من البحرين (راجع المقال المقابل).

إذاً لا يبدو العام الجديد مشرقاً بالنسبة إلى القناة الأقوى في لبنان. حتى أن المحيطين ببيار الضاهر يكشفون أنه يقف عاجزاً أمام هذه التطورات السريعة والمفاجئة. وهنا يذكّر البعض بالمخارج الخاطئة التي اختارها رئيس مجلس إدارة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» للهروب من سطوة «القوات اللبنانية» على المحطة: في المرة الأولى، اتجه إلى أنطوان الشويري، ثمّ انتقل إلى الوليد بن طلال حتى سمح له بامتلاك 85 في المئة من أسهم الفضائية و«باك» في محاولة لإبعاد خطر سمير جعجع. وفي ظلّ الخطط التوسعية للوليد بن طلال الإعلامية من قناة «العرب» إلى مساهمته في تويتر... تطرح علامات استفهام عدةّ حول خلفيات ما حصل وارتداداته: هل يمكن البحث عن أسباب سياسية لقرار الوليد؟ وهل لزيارة سمير جعجع إلى السعودية أخيراً علاقة بهذا الموضوع؟ وماذا عن المخرج الذي يرسمه بيار الضاهر للخروج من المأزق؟ هلى سيطلب من المساهمين في المحطة الأرضية (عصام فارس، ونجيب ميقاتي، وسليمان فرنجية، وميشال فرعون...) زيادة حصصهم؟ أم أنّه سيشهر العلم الأبيض معلناً نهاية حقبة (قل ظاهرة) إعلامية اسمها «المؤسسة اللبنانية للإرسال»؟
يبدو الجواب عن هذه الاسئلة مستحيلاً في ظلّ إصرار بيار الضاهر على استراتيجية النكران (راجع الكادر)، ورفض تركي شبانة التعليق على الموضوع، وإن كانت الصورة الأولية للحل تبدو... سوداوية.
 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق