طعم الطين: لفرقة أبعاد بالبيضاء ، انتصار للغة الضاد وللعبة الحلم/ علي مسعاد

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح و على هامش الأيام المسرحية الثانية

العرض المسرحي " طعم الطين " ، الذي قدمته فرقة مسرح أبعاد ، مساء يومه الأربعاء 28مارس الجاري ، بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح و بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس ، أعاد للجمهور المسرحي ، الثقة في لغة الضاد و فند إدعاءات الكثيرين ، حول أن اللغة العربية عاجزة أن تخلق فرجة مسرحية ممتعة ، في زمن انتشرت فيه العرنسية و اللهجة المحلية ، عبر الكثير من البرامج التلفزية و الإذاعية و حتى في الدراما .
لكن شرط الفرجة الذي تحقق و بامتياز ، خلال هذا العرض المسرحي ، سيدفع حتما بالعديد من المسرحيين المغاربة ، إلا ضرورة الاهتمام بلغة " الضاد " ، لغة الجمال و المتعة البصرية ، مع إعطاء الاهتمام عينه إلى التشخيص ، السينوغرافيا و الرؤية الإخراجية ، لأن استيفاء كل هذه الشروط ، هي التي حققت شروط الفرجة المسرحية في هذا العرض المسرحي ، الذي شذ إليه الانتباه ، لدرجة أن الجمهور لم يغادر القاعة ، أثناء و بعد انتهاء العرض ، بل ظلت تصفيقاته تصاحب أفراد الفرقة حتى أثناء إتقاط الصور التذكارية .
هذا العرض ، بقدر ما كان انتصارا للغة الجميلة و لروح النص الأصلي الشاعري ، فقد كان عميقا من حيث طرحه الفلسفي و بعده الفكري ، فالإنسان ابن الطين ، حيث تتحقق المساواة و تغيب الفروق ، بين بني البشر ، فالصراع الذي يولد الفرقة بين أبناء الطين و الرخام ، مهما طال ، حتما ستزول الفوارق ، لأن الانتصار في الأخير سيكون للطين و للإنسان .
" طعم الطين " ، اعتمد الشخصيات المركبة و قد تفوق كل من الممثل و الممثلة ، في تقمص الشخصيات في أبعادها الثنائية، ما يفيد أن الممثل ، فوق الخشبة ، كان حاضرا بقوة الإبداع لم توازيها إلى عمق الطرح الفكري مع حسن الاختيار الموسيقى .
وطبعا ، ما كانت لهذه الفرجة أن تكتمل ، لولا اللمسات التي أحدثتها إدارة المركب الثقافي ، عقب صدور المقال السابق ، بالتعامل مع الجمهور النوعي و ليس الكمي ، لأن المسرح بطبيعته ، فن الإنصات و الفرجة و المتعة ، و هي بادرة تستحق التشجيع و التنويه ، على أن تستمر في بقية العروض القادمة ، خلال هذه الأيام المسرحية الثانية و في الكثير من الأنشطة الإشعاعية التي تنظم بالمركب .
و جدير بالذكر ، على أنه سيلتقي الجمهور المسرحي ، على الساعة 8 مساء ، مع العرض المسرحي الفكاهي " شكون أنا " للممثل الكوميدي حسن البوشاني ، و بعد غد ، في نفس التوقيت ، مع مسرحية " دارت بينا الدورة " لفرقة مسرح تانسيفت بمراكش ، وهي من تشخيص : عبد الله ديدان ، دنيا بوطازوت ، سناء بحاج ، محمد الواردي و إخراج : حسن هموش ، أما صباحا فسوف تنظم ورشة تكوينية في المسرح ، لفائدة شابات و شباب الحي المهتمين بالفن المسرحي .
و سيختتم ، هذه الأيام نادي مسرح الأضواء ، في الفترة المسائية ، بعرضه المسرحي الجديد " إمتا نوصلوا " ، وهو من إعداد و إخراج : إدريس السبتي ، بعد تقديم عرض للأطفال ، في الفترة الصباحية ، لفرقة حاجيتكم تحت عنوان " هاينة " .
ورقة تقنية عن العرض المسرحي " طعم الطين "
طعم الطين
عن رسالة حب "
تشخيص : مصطفى
إخراج : عبد المجيد شكير .
مدة العرض : 55 دقيقة

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق