عبد الله ديدان يسرق الأضواء في المركب الثقافي حسن الصقلي بسيدي البرنوصي/ علي مسعاد

على هامش اليوم العالمي للمسرح 2012

" أي مسرح مغربي نريد ؟ا " ، هكذا تساءل ، الكاتب المسرحي المغربي المسكيني الصغير ، في الندوة التي نظمتها ، مؤخرا، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2012 ، تحت عنوان " الراهن المسرحي في ظل المتغيرات الجديدة " ، و أمام هذه التحولات التي يشهدها الواقع السياسي و الاجتماعي في بعض بلدان المنطقة العربية عموما و في المغرب خصوصا .
و لعل ، الإجابة الأكثر إقناعا ، عن هذا التساؤل الإشكالي ، هي العرض المسرحي الجديد ، الذي قدمته لفرقة مسرح تانسيفت بمراكش ، تحت عنوان " " دارت بينا الدورة " التي قام بتشخيصها كل من : عبد الله ديدان ، دنيا بوطازوت ، سناء بحاج ، محمد الواردي و قام بتوقيعها المخرج الشاب المتألق دوما ، حسن هموش ، بمناسبة إحياء لليوم العالمي للمسرح
و في إطار الأيام المسرحية الثانية بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، التي نظمت بتعاون مع مسرح محمد الخامس ، تحت إشراف عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، بحضور نخبة من رجالات الفن و المسرح و الإعلام .
ليس لأن ، الجمهور رفض مغادرة القاعة ، حتى بعد انتهاء العرض بدقائق ، أو لأن المسرحية " تقتل " من الضحك أو لأن المسرحية ، جمعت بين المتعة و الفرجة و الاحترافية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، بل لأن جودة العرض المسرحي ، من حيث الكتابة الدرامية و التشخيص و السينوغرافيا و الرؤية الإخراجية ، كانت في مستوى تطلعات الجمهور ، الذي صفق طويلا للأداء الرائع لكل من عبد الله ديدان و دنيا بوطازوت ، التي بدأت تشق طريقها إلى النجمومية .
و إن أعاب الجمهور ، عن عبد الله ديدان ، محاولته تقليد رائد الكوميديا العربية عادل إمام ، من حيث عدد القبلات و المبالغة في أداء بعض المواقف الكوميدية ، إرضاء للجمهور لا غير ، الذي تفاعل مع شخصيته المركبة ، التي أبانت عن مؤهلاته كنجم كوميدي ، في المغرب ، تفوقه في أداء أدوار نسائية على خشبة المسرح ، و إن كانت تميل بعض الشيء إلى الشخصية النسائية ، التي آداها الممثل المصري محمد هنيدي في أحد فلامه .
و عن كاتب المسرحية ، المبالغة في الإيحاءات الجنسية ، لدرجة أفقدت بعض المشاهد ،
قوتها الدرامية ، لمحاولة نجم المسرحية عبد الله ديدان ، التركيز على هذا الجانب بالذات ، لانتزاع تصفيقات الجمهور و بدون مبرر درامي ، خاصة أثناء أدائه الدور النسائي الذي يتقنه و بامتياز .
إلا أنه على الرغم من كل ذلك ، تظل المسرحية الأكثر انتزاعا للتصفيقات و التي فرضت نفسها ، على الجمهور ، من حيث الجودة و الإتقان و الاحترافية ، و في الآن نفسه ، كشفت عن حاجة الجمهور بسيدي البرنوصي ، إلى مثل هذه الأيام المسرحية ، حتى تتربي لديه الذائقة الفنية ، التي أفسدتها الأعمال الفنية الهابطة ، التي كانت تميل إلى التهريج أكثر منه إلى الفرجة المسرحية و لم يكن همها ، إلا شباك التذاكر و ليس النهوض بالحركة المسرحية في المغرب .
و جدير بالذكر ، على أن هذه الأيام ، ستختتم بالعرض المسرحي الجديد " إمتا نوصلوا " ، لنادي مسرح الأضواء وهو من إعداد و إخراج : إدريس السبتي ، بعد تقديم عرض للأطفال ، في الفترة الصباحية ، لفرقة حاجيتكم تحت عنوان " هاينة " .
هامش :

مسرحية " دارت بينا الدورة " لفرقة مسرح تانسيفت؛
تشخيص:عبد الله ديدان، دنيا بوطازوت، سناء بحاج ومحمد الورادي
كلمات و موسيقي :حسن الدرهم
تأليف وإخراج : حسن همو .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق