موفق ساوا يؤكد أن المسرح السرياني كان أساس النهضة المسرحية بالعراق

البداية في العراق منذ عام 1880ا
ميدل ايست أونلاين

الموصل (العراق) ـ
توصلت دراسة جامعية إلى أن للكتاب والأدباء الناطقيـن باللغة السريانية، وخاصة الآباء والشمامسة الذين اشتغلوا في مجال المسرح، هم من وضعـوا الحجـر الأساس للفنون المسرحية، ليـس في الموصـل وحسب، بـل في العراق عامة، ومنها انطلـق المسـرح السرياني اولا، والمسرح العراقـي ثانيا.

وقالت دراسة للباحث موفق ساوا ميخا المقيم في استراليا والتي كانت جزءا من متطلبات الماجستير في الفن المسرحي وتاريخه في جامعة المعرفة العالمية إن بدايـة النشاط المسرحي للشعب الكـلـدانـي السرياني آلاشوري في العراق والـذيــن اشـتـغـلـوا في الفنـون المسرحيـة فـي العـراق وريـادتهم في هذا المجال كانت منذ عام 1880 .

وكان عنوان الدراسة "الناطـقــون بالسريانيـة والمسرح السريانـي فــــي العـــراق مـن عام 1880 والى عام 2000".

ويرفض ساوا أي إشارة لوجود مسرح كما متعارف قبل ذلك لإنها لا تستند على مراجع تاريخية بل تخمينات لم يتم التأكد منها بشكل علمي.

ويجد ساوا ان النصوص الدينية هي أساسا مكتوبة بشكل قصص دينية لبعض القديسين ورجال الدين وكُتبت بلغة الصور المبسطة للأطفال حديثاً وهذا يعني أن لهذه النصوص مؤلفيها وهم الذين يُعَدون مصدرا أساسيا لأية صياغة إلى الجنس الآخر من الأدب.

وتظهر الدراسة إن القدّاس الإلهــي هـو بحـد ذاتـه عـرض مسرحي متوافـرةً فيـه أغلب العناصر الدرامية ومستوفية لشروطها نسبياً، وإن المسرح الديني بشكـليه الطقسـي، والمدرسـي لا يخلـو مـن الخطابـة والموعظـة الدينيــة لـذا جنحت النصوص العرضية للتبسيط والمباشرة.

وتقول الدراسة إن المسرح بالنسبـة للكنيسة وسيلـة لأيصال أفكارهـا الدينيـة أكثر ممـا هـو للمتعـة الجمالية والفنية، وإن المسرح الاجتماعـي لم تتوفــر له الأرضيـة الصلبة والتربة الخصبـة لأكمـال أركانـه وأبعـاده.

كما لم يستطع، المسرح الاجتماعي، التخلص من الرداء الديني الملازم لكل العروض لمتانة الحبل السـري الـذي يربطهـم بعـضهـم ببعـض ولكون النص الأدبـي والعـرضي لم يستوفيـا شروطهمـا الدرامية.

وقدم الباحث دراسـة شاملـة حـول النشاط المسرحـي للناطقيـن باللغـة السريانية فـي الـعـراق منذ عام 1880 والى عام 2000 إضافة إلـى ذلك فإن البحـث لم يقتـصر فقـط علـى الذيــن يكتبـون باللغــة السريانيــة وإنما يشمل أيضا كل الأدبـاء والكتـاب الناطقـين باللغة السـريانـية الذين جَـسَّـدوا بكـتـاباتهم هـموم بغير لغتهـم. فقد كتب بعـض الأدباء الناطقـيـن باللغــة السريانية مسرحيات باللغـة العربية مثلا، ولكن بروح (الـسَريَنَـة)، وبعبارة أخرى فإن المنجز الأدبي المكتوب والمعروض الذي أبدعه الأديـب السـرياني سيبقى أثرا سريانيا وأبا شرعيا لـه رغـم كونـه مكتوباً أو منتجا بلغـة غيـر لغتـه، ولا يعـود السبب إلـى كـون المبــدع سريانيـا، وإنما إلى الروح الطاغية عليه - روح كلدانيـة سريانية آشوريـة - وهـــذا ما دعـا الباحث إلى اعتبار نتاجاتهـم ضمـن الأدب والـفـــن السرياني .

ويقول الباحث إن الـطقـوس الـدينيـة للمسيحيين في العراق تحديدا وعلـى الاخـص في قراهم بشمال العـراق، تمارس بطريقـة شبـه تمثيليـة.

فمادة الطقس تـُرَتـَّلْ من قبل افراد او جماعات، وهو ما يدعى بـ (كودي بلغة القرى الانفة الذكر) وعلى شكل حوار مغنى صباحا ومساء وعلى مدار السنة، فهي بذلك اقرب الى ما نسميـه بالاوبـريتـات.

هذا وان ممارسة هذه الطقـوس لا تقتـصر على مجـرد الاداء، بل ان الحركة التمثيلية غالبا ما تصاحب ذلك، فإلى جانب الفـرائض الطقسية اليومية، هناك مناسبات عديدة تتـم فيهـا ممارسة الطقـوس بشكل تمثيـلي مؤثـر يـحـوي كـل مقـومـات المسرحية، ونذكر هنا ان بقايا من الممارسات الطقسيـة الدينيــة في معـابـد بابـل ونينـوى لمـا تـزل حيـة فـي طقـوس المسحيين في العراق، وفـي اسالـيـب ادائهـا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق