فلم حلاوة روح والفنانة هيفاء وهبي

كتب فراس الور
كناقد فني و كاتب اشعر بقليل من التعاطف مع الفنانة هيفاء وهبي، و لي هذا الرأي بالهجوم الكبير على فلمها حلاوة روح، فما إن بدأت عروض فلمها الشهير "حلاوة روح" و بدأت حرب شعواء ضدها و بدأت الأقلام تكتب بشراسة لتهاجمها و كأنها هي المسؤلة الوحيدة عن هذا الفلم من حيث السيناريو و الإنتاج و الإخراج...و حتى إقتباس الفلم من الفلم الإيطالي الشهير "ملينا" الذي تم إنتاجه بسنة ألفين، فمع كل أسف فِلْم حلاوة روح تم إقتباسه من "ملينا" ليحمل نفس الحبكة و العديد من المشاهد و لكن بروح مصرية، و هذه الظاهرة تعود لأنه جرت العادة أن يتم إختيار للأعمال الدرامية المشاهير من الفنانين ليقوموا بهذه الأدوار ليحقق العمل الدرامي نسبة ريع جيدة و لينافس مثيلاته من الأعمال الدرامية، فلذلك تكون هذه الشخصيات الفنية بالواجهة بالدرجة الأولى أمام الجمهور و الناس بالأعمال الدرامية و من الممكن جدا ان تكون محط أنظار نقاد السينما ليركزوا اقلامهم عليها، 

  
أظن أنه يجب على كل الأطراف التي شاركت بهذا العمل تحمل المسؤلية كل حسب عطائه إن وجدت اية مسؤلية عليهم، و هذا سيحدده القيمين على النقابات و الرقابة الفنية بمصر لذلك لن أتدخل به لأن تم منعه من العرض بمصر، و لكن لا يجب على هذه الفنانة ان تأخذ هذا القسط القاسي من النقد و الهجوم، فإن إتُهِمَتْ بالفجور و بأنها مَثًلَتْ أدوار إغرائات جنسية به فالنتذكر أننا لسنا كاملين كبشر لكي ندينها، و أتذكر قول السيد المسيح بالإنجيل في الحادثة الشهيرة حينما أتاه قوم في يوم من الايام و هم على وشك رجم زانية بقومهم اليهودي، فسألهم السيد المسيح ما ذنب هذه السيدة؟ فأجابوه أنها زانيا و يجب ان يُطَبَقْ بها حد الرجم بالحجارة، فقال حينها بهذه الحادثة جملته الشهيرة للقوم "من منكم بلا خطيئة فاليكن أول من يرجمها بحجر"، فأحنا ظهره و كتب لبضع دقائق بعض من الجمل و الكلمات على الأرض ليبارح القوم واحد تلو الآخر مكانهم، و بعد برهة من الزمن نظر اليها و هي خائفة و باكية و سألها "أين طالبوكِ؟"، و لأجل الآمانة يُرَجِحْ الباحثون بالكتاب المقدس أن السيد المسيح كان يكتب خطايا كل فرد من أفراد القوم على الأرض لكي يريهم أنهم بعيون الله خطأة مثلهم مثلها...

لا اضع الفنانة هيفاء بميزان الخاطئة في تلك الحادثة و لكن الهجوم عليها ذكرني بالحادثة، أيتها الفنانة هيفاء أكرر للذين يهاجموكِ...من منكم بلا خطيئة فاليرجمك بكلمة او لا سمح الله بحجر...فهذه الحدود اعطاها الله للشعب اليهودي منذ آلآف السنين لقساوة قلوبهم الخالية من الرحمة و الرأفة...فلا يجب ان يتحول قلم الناقد الى حجر...ليهاجم الناس بلا عاطفة و إحساس، بل القلم يكتب النقد البناء ليضفي رأي كاتبه بكل بصيرة و نضوج لنبني ثقافة متزنة بالمجتمع، أما بالنسبة للمشاهد الجنسية بالفلم فلا ننسا إن الجنس جزء لا يتجزء من حياتنا كبشر و أن العلاقة الجنسية واقع موجود في عالم بني آدم...أما إذا كان هنالك وضع بحاجة لتصويب فكل الأعمال لا تتمتع بالكمال و المثالية و إلا سيشعر النقاد ان لا مكان لهم و لأقلامهم...و هذا مستحيل أن يحدث فالكمال لله و هنالك دور رئيسي يجب أن يلعبه الناقد دائما...و أكرر من منا بلا خطيئة فاليكن أول من يرجمها بحجر...او بكلمة هدامة...أما النقد فلا يجب أن يكون إلهاً يدين البشر بالقواطع و النواهي الإلهية...أم بغير ذلك هل سنتجاسر و سنلعب دور الله على الأرض؟   

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق