عجلات الحرب وسمير شيخ الشباب يفوزان بمسابقتي الدورة الـ15 لمهرجان بيروت الدولي للسينما

حصل الفيلمان اللبنانيان «عجلات الحرب« لرامي قديح و«سمير شيخ الشباب« لكريستال يونس على المرتبتين الأوليين في مسابقتي الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة ضمن الدورة الخامسة عشرة من «مهرجان بيروت الدولي للسينما«، التي اختُتمت مساء أمس الخميس في صالة سينما Montaigne في المركز الثقافي الفرنسي، وتم اعتماد تصويت الجمهور فيها بعد تعذّر حضور أعضاء لجنة التحكيم الدولية بسبب الأوضاع الراهنة في لبنان.

ووزعت الجوائز خلال حفل حضره وزير السياحة ميشال فرعون، والسيدة نورا جنبلاط، وسفيرة الفيليبين لدى لبنان ليا بازينانغ رويز وعدد من الشخصيات، فيما غاب مخرجو الأفلام غير اللبنانية المشاركة في المسابقتين أو أي ضيوف أجانب، خلافاً للدورات السابقة، بفعل الظروف التي سبقت المهرجان ورافقته.

وأشاد فرعون في كلمة ألقاها بتطور المهرجان «من سنة إلى سنة«، وقال: «إن مسار لبنان في هذه المرحلة يائس واسود ومقلق ولكن في الوقت نفسه لدينا جيش لبناني ناجح في الدفاع عن السيادة الوطن، ولدينا مجتمع مدني يتمثل في جمعيات وبلديات ومنظمات غير حكومية أعطانا خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة صورة حضارية عن لبنان، من خلال أكثر من 150 مهرجاناً وأكثر من ألف نشاط في كل أنحاء لبنان، أنستنا المشاكل والهواجس التي يشهدها البلد«. وأضاف: «نحن كمسؤولين، كما الناس، لدينا في بعض المحطات بعض اليأس والإحباط وعلامات الإستفهام، وفي الوقت نفسه روح الإيمان والتحدي، وخصوصاً عندما نرى مجتمعنا وشعبنا وهذا المستوى الحضاري من الإبداع في الفن والحركة على مستوى السياحة الريفية«. وأشاد بجهود المهرجان «لتشجيع السينما اللبنانية التي تتوالى إنجازاتها ونجاحاتها بوتيرة أعلى مما كانت سابقاً«. وأشار إلى أن «وزارة الثقافة تدعم بكل قوتها هذا الفن، وكذلك وزارة السياحة سواء في مهرجان كانّ أو من خلال مكتبها في باريس أو في لبنان«. وأضاف أن «أن السينما اللبنانية وما وصلت إليه من مستوى تمثّل صورة لبنان وحضارته وصورة شبابه«. وكشف عن فيلم وثائقي للمخرج فيليب عرقتنجي «لتسويق السينما اللبنانية ولتشجيع المنتجين الأجانب على المجيء إلى لبنان لتصوير افلامهم«. 

[ الجوائز

وقال قديح بعد تسلّمه جائزة «الف« لأفضل فيلم وثائقي عن فيلمه «عجلات الحرب«: «اشكر ادارة المهرجان والجمهور الذي صوّت للفيلم وفريق العمل وابطال الفيلم«.

ويصوّر الشريط مقاتلين سابقين في الميليشيات اللبنانية المتحاربة، جمعتهم بعد الحرب الأهلية هواية واحدة كرسوا حياتهم لها، وهي دراجات «هارلي دايفيدسون« النارية. 

أما الجائزة الثانية في فئة الأفلام الوثائقية فأعطيت لفيلم «حضور أسمهان الذي لا يُحتمل« للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن، ويتناول حياة الفنانة الراحلة أسمهان، فيضيء الفيلم على جوانب من حياتها المثيرة للجدل، وعلى الغموض الذي لفّ موتها غرقاً. وتسلّم الجائزة نيابة عن المخرجة السيّد الياس دمّر.

ونال «سمير شيخ الشباب« لكريستال يونس جائزة «سوسييتيه جنرال« لأفضل فيلم قصير، ويتناول قصة عجوز يستطيع خلال تشييعه أن يسمع ويرى ما يحدث حول نعشه، وكذلك يمكن ان يقرأ ما يفكر المحيطون به ، فيكتشف المشاركين في جنازته على حقيقتهم ويدرك نياتهم الفعلية. والمميز في الفيلم أنه لقطة واحدة، إذ أن الكاميرا لا تتحرك لمدة 20 دقيقة وهي بمثابة رأس الميت وعينيه. 

وبعد تسلّمها الجائزة من نائب المدير العام للمصرف طارق شهاب، شكرت يونس أهلها ومعهد الفنون السمعية والبصرية في جامعة القديس يوسف وفريق عمل الفيلم ومن ساهم في نجاحه، ووجهت تحية إلى «كل السينمائيين اللبنانيين الشباب الذين لا يزالون يؤمنون بلبنان ويريدون تصوير أفلام فيه«. 

وفاز الفيلم الكوميدي Cest le ciel qui vous envoie! )«السماء أرسلتك«) للبناني بيار أبو جودة، بالجائزة الفضية في مسابقة الأفلام القصيرة، وهو عن شاب يرتدي زيّ كاهن للمشاركة في سهرة تنكرية، وفي طريقه إليها يلتقي مصادفة امام الكنيسة فتاة تعتقد أنه فعلاً رجل دين، فتسأله ان يرافقها لكي يستمع إلى اعتراف والدها المنازع، فيلبي طلبها. وتسلمت الجائزة السيدة بشرى بستاني نيابة عن أبو جودة لوجوده خارج لبنان.

أما المرتبة الثالثة في فئة الأفلام القصيرة، فذهبت إلى فيلم «لبين ما يجو« لكارمن بصيبص، وهو وثائقي مع جرعة روائية يتمحور على امراة سبعينية تعيش وحيدة في منزلها، لأن أولادها الثلاثة يعملون خارج لبنان، لكنها تحارب وحدتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. 

وعلّقت بصيبص على فوزها بالجائزة، فشكرت بطلة الفيلم السيدة دعد رزق معتبرة أنها «سبب نجاحه«، وكذلك شكرت المخرج غسان سلهب الذي أشرف على الفيلم. وقالت:«اقدم فيلمي إلى أمي، مصدر إلهامي في هذا الفيلم«. 

أما جائزة مصرف «سوسييتيه جنرال« لأفضل فيلم روائي (وفق تصويت الجمهور) فنالها فيلم Taklub للفيليبيني بريانتي ميندوزا. وتسلمت الجائزة سفيرة الفيليبين لدى لبنان ليا بازينانغ رويز فأشادت بعمل المخرج معتبرة أن الفيلم «صور معاناة الناجين بصدق وواقعية«. وشكرت المهرجان نيابة عن المخرج.

[ عرض أول في الشرق الأوسط

وأُتبع حفل توزيع الجوائز بالعرض الأول في الشرق الأوسط للفيلم الوثائقي «سمّاني مالالا« He named me Malala، عن حياة حاملة جائزة نوبل للسلام الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي.

ويسلط فيلم المخرج ديفيس غاغنهايم الضوء على حياة ملالا، التي أصيبت بطلق ناري عندما كان عمرها 15 عاماً بهجوم لحركة «طالبان« على الباص الذي كانت تستقله أثناء عودتها من المدرسة. ونشطت ملالا بعد هذه الحادثة في مجال الدفاع عن حقوق الأطفال في العالم، وساهمت في إطلاق «صندوق ملالا« لدعم حقوق تعليم الفتيات. 

وكانت شركة Fox Searchlight Pictures تولت إطلاق الفيلم بالتعاون مع Image Nation Abu Dhabi، و Participant Media وقناة « National Geographic «. 

وسبق أن عُرض الفيلم ضمن مهرجاني تيلورايد وتورنتو السينمائيين، وتم في مطلع تشرين الأول الجاري إطلاقه في الولايات المتحدة، على أن يبدأ عرضه في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط في 5 تشرين الثاني المقبل.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق