مأمون حبيب الملايين.. رسالتك وصلت ولكن

كتبت فاطمة الزهراء فلا‏ ـ
تري ماذا قصد الكاتب المبدع يوسف معاطي من مسلسله الذي يبدو متواضعا , متهالكا في فكرته التي سبق وقدمها الفنان الكبير فريد شوقي في مسلسل ( البخيل ..وأنا ) وتابعته الملايين العربية علي الشاشات الفضائية ومرت السنوات ليعود مأمون مرتديا ثوبا جديدا لعوض البخيل ...
هل وصلتكم رسالة مأمون في تلك الحقبة الحرجة في عمر الوطن والذي أصبحت الحياة دربا من دروب جهنم في ظل ظروف اقتصادية مستحيلة ...هل تذكرون المظاهرات التي خرجت في حكم السادات والتي رددت : يا سادات ليه معلهش كيلو اللحمة بستين قرش ..؟ ....
ماذا لو عاش السادات إلي ا ليوم الذي وصلت فيه اللحمة لمائة جنيه , بالتأكيد كان الشعب اغتاله ألف مرة , ورسالة معاطي وصلت وهي أن يعيش الشعب حالة خاصة من التقشف فلا ينير لمبه زيادة ولا يشرب شاي , ولا يأكل ولا يتنزه ...
إنها رسالة في منتهي القسوة للشعب الذي كان يأمل أن يحيا حياة الرفاهية , فإذا به مطالب أن يعيش في ظلام البخل والتقشف  ويتحسر علي الشعوب المتحضرة من حوله التي وصلت للقمر , وترتاد الشواطئ وتحلم ويتحقق الحلم , ومأمون في رسالته يقول للشعب إمسك يدك وغلها إلي أقصي درجة وبعدين هتلاقي الكنوز في قبري ..
كيف ومأمون كان دائما يقبع في الظلام فلم نره يبني مصنعا ولا يصلح أرضا ليزرعها ولا وضع نموذجا لمعلم حقيقي يعلم الجيل الجديد كيف يخرج عاشقا لوطنه يبدع في كل المجالات وليس فقط في العناء والإلقاء ليست هذه هي الواهب التي نرعاها فقط , وصل بنا معاطي أنه لا بصيص من نور وسنظل عاجزين , مكتوفي الأيدي نتسول حق الغذاء , ما معني غربة الأبناء الفشلة الذين يتزوجون من أديان مختلفة , فيعيشون يفتقدون  التفاهم بين الزوج وزوجته ...
يوسف معاطي أعطانا جرعات إحباط لا حدود لها وهو يصر أن الأب لن يرشد أحد ليعيش في الرخاء , ولأنه الزعيم شاهدنا المسلسل لنضحك عليه وعلي خيبتنا ونحن نتسول للمستشفيات والسرطان  والأورام والفيروسات المختلفة وكأن الشعب كله مريضا , فينفض الزائرون من حولنا خوفا من العدوي...
لم يفلح معاطي وفلح عادل بشعبيته المتمكنة في قلوب الملايين , بل بكينا يوم رحيله في المسلسل  ,  وهذه هي عظمة إمام ولذلك كان الجواد الرابح الذي حصد المتابعة والمشاهدة.
ولازال سنبل صاحب الرسالة يعيش في قلوبنا من أكثر من ثلاثين عاما وهو يوجه رسالة قوية لاقتحام الصحراء وتعميرها , فضحكنا وتفاءلنا وقلنا تمام يا افندم.
وعلي رأي ستي جبتك يا عبد المعين تساعدني علي التفاؤل وجدتك بتديني يأس وتحزني , وأنا عايزة أسأل معاطي سؤال من عو الأب والراعي حاليا ؟ وهل هو يفعل ما يفعله إمام ينام في الظلام بلا طعام , دي مصيبة أرجوك أعد حساباتك ولا تعتمد علي الزعيم ورسالتك وصلت وشكرا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق