يا رب.. إعطنا فيلما مغربيا يستحق المشاهدة/ علي مسعاد

أعاد مشهد ، بطلة فيلم " موشومة " ، وهي عارية تماما ، إلى الواجهة الإعلامية  بالمغرب ، النقاش الفني الذي عادة ما يصاحب هذه النوعية من الأفلام الجريئة ، كفيلم " حجاب الحب " و فيلم " ماروك " و فيلم " ..فيلم " و غيرها من الأفلام المغربية ، التي إستعانت بمشاهد غرف النوم ، لإثارة الإنتباه و الزوبعة الإعلامية ، الكفيلة بجلب الجمهور إلى القاعات السينمائية التجارية ، على قلتها .
و هو نقاش و إن إعتبره البعض ، نقاشا صحيا ، يصاحب عادة الأفلام الجرئية في مواضيعها و التي غالبا ما تتناول ، المسكوت عنه و اللامفكر فيه ك" الدين ، السياسة و الجنس " و إن كان هذا الأخير الأوفر حظا من حيث التناول السينمائي . 
وفرة مشاهد العري و الجنس ، بلاحياء أو خجل و التي يرى فيها البعض ، أنها تهدف بالأساس إلى جلب الجمهور إلى شباك التذاكر و إلى  تحقيق شهرة قياسية ، من أجل الربح المادي الصرف ، بدعوى أن وجودها كعدمها ، و أن إقحامها ضمن أحداث الفيلم ، بدون مبرر فني أو درامي ، قد تسيء إلى أصحابها أكثر مما قد يخدمهم فنيا ، بدليل أن معظم هذه الأفلام ، التي تتضمن مشاهد ساخنة ، لا تحصل على جوائز ذات قيمة ، في مهرجانات عالمية لها مصداقيتها ، في عالم المهرجانات السينمائية الدولية ،خاصة منها تلك التي تعرف منافسة حقيقية ، بين أفلام ذات جودة فنية عالية ، قد تخلو في كثير من الأحيان ، من أي مشهد من مشاهد الجنس .
هذا ناهيك ، على أن إنتاج ، هذه الأفلام ، الخادشة للحياء العام ، في مجتمع  إسلامي محافظ ، أمر يدعو إلى الشك و الريبة ، في الجهة المدعمة لهذه الأفلام الجريئة  و لهذه التجارب الفنية بالتحديد .
في حين ، ترى الجهة المنتجة للفيلم ، أنه لا يستقيم الإبداع بلا حرية و في ظل الوصاية الفنية ، من فئات لا ترى في الفن ، إلا الجهة الفارغة من الكأس ، و تحكم على الفيلم حتى من دون رؤيته ، و تطلق أحكاما مسبقة ، والتي في غالب الأحيان تكون مجحفة في العاملين في الفيلم ، وهم لا يمتلكون ثقافة سمعية بصرية و الأدوات الفنية ،لامتلاك القدرة على فك شفرات الرسالة الفيلمية .

و أن اللقطات الساخنة ، ليست مقحمة في الفيلم ، بل  لها مايبررها فنيا و لا يمكن مشاهدتها بمعزل عن الفيلم ككل ، لأن أحداث الفيلم كل لا يتجزئ و بأن ثمن الحرية الإبداعية ، يتطلب المزيد من التضحيات من أجل خلخلة السائد و تغيير العقليات المحافظة و الرجعية .
و تستمر الحرب الكلامية ، بين الرافضين و المدافعين ، عن هذه النوعية من الأفلام ، لكن الذي يغيب عن كلا الطرفين ، أن هذا النقاش يقتصر على  أفلام تتضمن مشاهد الجنس و العري ، و يتناسون الرسائل الفنية الموازية و التي غالبا لا تنال حظها من النقاش و تضيع كل التفاصيل ، مع نقاش قد يبتدئ و قد لا يتنهي ، حول حدود الجرأة و أين تبدأ و أين تنتهي ، وهل من حق الفنان أن يرضي الجمهور أو يرتقي به فنيا و هل لدينا أفلام مغربية قاربت مختلف التوجهات الفنية و الإبداعية أم أن معظمها قد سار على المنوال نفسه ، جنس في جنس في جنس ، كأن الجمهور المغربي كائن لا يفكر إلا في ما تحت الحزام ،كأنه بلا أولويات و بلا هدف في الحياة إلا إرضاء شهوته الجنسية و متابعة جديد الأفلام التي تناول مواضيع الجنس .
في حين أن الحقيقة غير ذلك ، فالجمهور المغربي ، عاشق للإبداع و التحف الفنية و أن الأفلام التي تفرض نفسها فنيا ، تجد مكانها في قلبه و لعل الأفلام الإيرانية ، التي تكاد تخلو من لقطات الجنس ، تحظى بنسبة  متابعة عالية ، خلال المهرجانات و الملتقيات  السينمائية ، التي تقام هنا و هناك .
و الكثير من التجارب الفنية السينمائية ، التي فرضت نفسها بقوة الإبداع و الخلق ولم تتوسل في ذلك ، عبر العري و مشاهد الجنس و القبلات ، التوابل التي أصبحت لصيقة بالعديد من الأفلام المغربية ، التي سرعان ما تجد طريقها إلى سلة المهملات و النسيان و لا أحد يتذكرها أو يتكلم عنها ، لأنه لا يصح إلا الصحيح ، و تذهب الزوابع الإعلامية و يبقى الفن في آخر المطاف .
فهل ، السينما المغربية ، في ظل الحديث عن إنعقاد المناظرة السينمائية ، و عن الكتاب الأبيض و عن دفتر تحملات جديد للنهوض بها و بالعاملين في القطاع وفي ظل ،و الذي يراهن من خلاله العديد من المهنيين ، للإجابة عن الأسئلة المرتبطة بإيجاد الحلول العالقة و المتعلقة بمستقبل الفن السابع ببلادنا ، قادرة على تجاوز طابو الجنس إلى غيرها من الطابوهات ؟ا أم أنها ستظل أسيرة الجسد حتى إشعار آخر ؟ا
لأن الواقع اليومي المغربي ، مليء بالوقائع و الأحداث الدرامية ، التي تنتظر ، فقط ، من يوظفها دراميا و جماليا، لإعادة الجمهور  المغربي إلى  القاعات السينمائية التجارية ، بعد أن هجرها مجبرا وليس رغبة .

رابط الفيلم الذي أثار ضجة بسبب لقطاته الساحنة و مشاهده الجريئة .
http://www.youtube.com/watch?v=euZF5RnmxC8
على الهامش :
فيلم " موشومة " 
كتب له السيناريو الراحل : محمد سكري
مخرج الفيلم : الراقص لحسن زينون .
شارك في تجسيد أدواره كل من:  فاطيم العياشي، اسماعيل أبو القناطر، عبد اللطيف شوقي، عمر السيد، محمد الشوبي، عبد الكبير الشدادي، جيهان كمال، وغيرهم من الوجوه الفنية .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق